vendredi 17 septembre 2010

ضربة شمس


طوال إنتظاري هناك في تلك الغرفة الظلماء تبلغ مسامعي من آخر الممر أصوات رقص و غناء. أحدهم لمس القفل و قذفني في وضح النهار. جهرتُ ثم لا أذكر ما الذي بالضبط صار.. رأيت فرقا نحاسية محاطة بحواجز و أناسا يصفقون و آخرون يرقبون عن بعد بمنظار... أولا خلت أنسب حل الفرار و لكن المكان محاصر, لم يبق لي خيار... راقص فلاميكو يطوف حولي كالقمر في مدار. و ورائي حقول لا متناهية من الصبار... لم يكن ليخيفني ذلك السخيف بحركاته البلهاء. لملمت بأسي و أمسكت بالمائع, هو و قبعته و لوحت بهما في الفضاء. في حركة لولبية جعلته يلف و يدور و يدور كما الأرض تدور حول الشمس مع مر الفصول... النصر كان حليفي, الأمر جليا بدا. جليا كذاك القرص المحترق في كبد السماء. زوجة مروض الأفاعي ستنام اليلة في هناء ... لكنني خرقاء, أجل خرقاء أنا. لم أستطع تلقّف الراقص حين هوى. وقع التعيس على قفة الأفاعي فإنقلبت و غمرت الزواحف الأليفة المتملقة المكان. تحت إبتساماتها الماكرة نيبها السام بان... أفراد الفرقة النحاسية تحولت إلى دمى ورقية تتجه نحوي مصوبة آلاتها الموسيقية - لحظة! من أين أتى عازف الكمان؟- الضجيج مع إقترابهم أضحى يصم الآذان... منذ متى أصبحت للأوراق ثورة؟ من علّمها الكلام؟... حويت ما تبقى لي من بلاء و تأهبت للدفاع. و إذا بالشمس تكسف و يغرق الكون في الدجى. ثم شق العتمة كائن ناري لا أدري من أين أتى. رائع الإشتعال كالعنقاء لحظة ولادتها. ترى هل جاء لإغاثتي أنا؟ أنا المحارة الحمقاء التي أضاعت لؤلؤتها و ذهبت تبحث عنها بين كثبان الرمال في صحراء ما؟
..........
لا أذكر ما الذي حدث بعدها. قد تكون لدغتني إحدى الأفاعي فشفيت أو ركلتني إحدى الدمى برجلها الورقية فصحيت أو لامستُ الكائن اللهبي فتحولت إلى بخار... كل ما أذكره هو أنني رأيت أناسا يصفقون حولي و في يديّ طبل و مزمار

Aucun commentaire: